اســـاطير مصـــرية قـــديمة
أسطورة خلق الكون
في البدء "نون" أو الخواء كما يترجمه البعض، وهو كتلة لم تتشكل بعد وبداخله بذور الحياة الكامنة، تولد من الإله نون الشمس أي الإله رع بطريقة مجهولة، فيعلن الأخير نفسه حاكم للكون، لكن الإله نون لا يتوقف دوره عند هذا الحد، بل يتوارى عند حدود العالم الحي مكونا طاقة سلبية هائلة تهدد باجتياح العالم، وتكون مقرأ دائما للنفوس الضالة المعذبة، والموتى الذين لم يحظوا بطقوس دينية مناسبة، أو الأطفال الذين ولدوا موتى.
بعد تولي الإله رع حكم الكون، يرسل أشعته الذهبية إلى الأرض، لتبدأ الأمواج التي تغطيها في الانحسار، وتنزل الأشعة على أول تل من الرمال يظهر على سطح الأرض، لتتخذ الأشعة أبعادا مادية مكونة حجر مرتفع عرف باسم بن بن في مدينة أون أصبح بعد ذلك محل تبجيل في مصر كلها لأنها مهد الخليقة، كانت تلك الأشعة تحمل المادة الإلهية للإله رع التي اتحدت جنسيا مع نفسها لتنجب الجيل الثاني من الآلهة.
خلق الأرض
عندما عطس الإله كان الهواء الخارج يمثل الإله شو رب الجفاف أو الهواء في بعض الآراء والربة تفنوت والتي كانت تمثل الرذاذ، ومن اتحاد الجفاف والرطوبة نتج عنه الجيل الثالث زوجان آخران هما الإله جب رب الأرض والإلهة نوت ربة السماء، رزقت السماء والأرض بأربعة أولاد مكونين الجيل الرابع وهم على التوالي أوزوريس - إيزيس - ست - نفتيس.
أسطورة أوزيريس وست
حسب الأسطورة المصرية، فإن الشر بدأ في الظهور على الأرض، بغيرة ست من أخيه أوزوريس وخاصة بعد إعلان الأخير ملكًا على مصر، فأوزيريس قتل بيد أخيه ست، رمز الشر حيث قام بعمل احتفالية عرض فيها تابوت رائع قام الحاضرون بالنوم فيه لكنه لم يكن مناسبا إلا لأوزيريس فألقاه في النيل لكن إيزيس وجدت التابوت فقام ست بتمزيق جسد أوزيريس وتفريق أشلائه على جميع مقاطعات مصر، لتبدأ إيزيس بمساعدة أختها نفتيس في رحلة تجميع أشلاء زوجها أوزوريس، بعد تجميع كافة الأشلاء يساعدها أنوبيس إله التحنيط وحارس العالم الآخر والمسؤول عن إعلان النتيجة النهائية للمتوفى في تحنيط زوجها ثم كافأته الربة إيزيس بعد ذلك بفهم حديث البشر، ويعيد رع الحياة لأوزوريس لمدة يوم واحد لتنجب منه أيزيس ولدها حورس، الذي تخبئه في مستنقعات الدلتا تحت رعاية الإلهة حتحور البقرة المرضعة، ليشب بعدها وتبدأ الحرب بينه وبين عمه ست وينتصر حورس الصقر، تتم محاكمة عادلة برئاسة جده الإله جب، يحصل حورس على ملك مصر أما أوزوريس فينصب حاكمًا لعالم الموتى.
في كل مكان وجدت فيه إيزيس جزء من جسد أوزوريس بنى المصريون فيه المعابد مثل معبد أبيدوس الذي يؤرخ لهذه الحادثة وموقع المعبد أقيم في العاصمة الأولى لمصر القديمة حيث وجدت رأس أوزيريس وفي رسومات المعبد الذي أقامه الملك سيتي الأول أبو رمسيس الثاني الشهير تشرح التصويرات الجدارية ما قامت به إيزيس من تجميع لجسد أوزيريس ومن ثم عملية المجامعة بينهما لتحمل ابنهما الإله حورس الذي يتصدى لأخذ ثأر أبيه من عمه وبسبب انتصاره على الموت وهب أوزيريس الحياة الأبدية والألوهية على العالم الثاني.
خلق البشر والقمر
فقد الإله رع إحدى عينيه، فأرسل ولديه شو وتفنوت للبحث عنها، ولما طال غيابهما اتخذ لنفسه واحدة أخرى، لكن العين الغائبة تعود لتجد ما حدث من تغيير، فتذرف الدموع رموت من شدة الغيظ فينتج عنها البشر رمث، ولكن رع يقوم بترضية عينه تلك بتسليمها إلى الإله تحوت الإله الكاتب، ليرفعها للسماء لتضيء الليل ليكن بذلك مولد القمر، لكن عندما فقد حورس عينه اليسرى في حربه مع عمه ست منحه تحوت تلك العين.