عودة جمعة وعبدربه وشوقي .. لنا أم علينا؟
البداية في أم درمان..وموعدنا في جوهانسبرج
رؤية : جمال هليل
* من بدأوا من الصفر.. أصبحوا نجوم العالم في كل شيء!! ومنتخب مصر يبدأ اللقاء القادم مع الجزائر من الرقم صفر.. وبعد الوصول إلي قمة المجموعة والتساوي في كل شيء مع الجزائر لم يعد أمام الاتحاد الدولي سوي وضع نقطة آخر الكلام.. ليبدأ السطر من جديد في ورقة بيضاء ناصعة بعنوان عريض مكتوب فيه "تسعون دقيقة قبل ظهور البطل"!!
أي أن المباراة الفاصلة مجرد وقت بين الفريقين علي ملعب محايد. مباراة تشارك أطراف عديدة تمثل مصر والجزائر والسودان وسيشيل وسويسرا والكاميرون.. بينما ستجلس باقي دول العالم تتابع اللقاء الأوحد المتبقي من تصفيات كأس العالم علي الهواء مباشرة!!
هذا اللقاء الذي جاء من نصيب المصريين أمام الأشقاء الجزائريين.. ونحن كما تعودنا في مصر نهوي الصعب وتحطيم المستحيل. نضع أنفسنا في المأزق.. ثم نجلس لنبحث كيف نخرج من الورطة. والحمد لله اننا في كل المواقف الصعبة نتألق. وكأن المصري يستجمع قواه وعافيته. ويستنفر ما بداخله من عنفوان ليفوز ويتألق. وهذه شيمة المصريين.
ومنتخب مصر سيبدأ لقاء الغد من الرقم صفر.. سيبدأ التصفيات من جديد بطريقة كأس السوبر. أي أن البطولة تجمعت في مباراة!! واللقاء أصبح كأساً لا تصد ولا ترد.. الفائز صاعد للأضواء العالمية.. والخاسر عائد إلي بلده!!
وكل الظروف مهيأة للفراعنة.. وبعد أن ضاقت فرجت والحمد لله..!!.. ضاقت في البداية ومن أول مباراة مع زامبيا في سقطة مؤلمة انتهت بالتعادل.. ثم ازدادت ضيقاً بالسقوط في الجزائر بالثلاثة.
بعدها فرجت. جاء الفرج وفاز منتخب مصر وحول المركز الرابع إلي الثالث.. ثم الثاني فالجلوس مع الجزائر علي القمة في كل شيء. ليتوقف قطار المجموعة.. ونركب قطار السوبر مع الجزائر.. وللحق فهذا يعني ان المجموعة التي ظن البعض انها سهلة في البداية.. جاءت أقوي المجموعات الافريقية الخمس... بل أقوي مجموعات تصفيات كأس العالم في كل القارات.. ربما لتقارب المستوي. ولكن الحقيقة الثانية ان ما فعله المصريون وتداركهم حتي ركبوا المجموعة يؤكد ان هذا الفريق عنيد. قوي. لديه إرادة رائعة للفوز والوصول للمونديال.
ظروف صعبة.. وجيدة
* وكل الظروف مهيأة الآن لمنتخب مصر. لكن لا ننسي أن تلك الظروف قد تكون أكبر حاجز أمامنا حتي لا نصل لكأس العالم.
* فالفريق اكتمل بعودة حسني عبدربه ووائل جمعة ومحمد شوقي.. وهذا يعني أن القوة الضاربة الهجومية والدفاعية أصبحت جاهزة تماماً. ولكن هل عودة الثلاثي الغائب عن الفريق في المباراة القادمة ستكون لديه الحساسية الكاملة واللازمة للقاء؟!!
* والفريق ارتفعت معنوياته بشكل كبير بعد تعديل الصورة وتركيبها من جديد ووجوده في المقدمة. ولكن هل ستتحول تلك الثقة إلي غرور.. وثقة مجنونة بأن الفوز في القاهرة سيتكرر بنفس السيناريو في أم درمان؟! الاجابة لدي اللاعبين!!
* والفريق لعب في القاهرة أمام جماهيره وعلي أرضه.. لكن اللعب في السودان يعني اللعب علي أرض جديدة مختلفة وإضاءة مختلفة وجماهير مختلفة رغم اننا نعرف أن حب جماهير السودان لمنتخب مصر لا يضاهيه حب في بلد آخر.. لكن هل سيؤثر ذلك علي تحركات اللاعبين داخل الملعب في لقاء الغد؟!!
* ومنتخبنا لعب في القاهرة بخطة وأسلوب يوائم متطلباته من اللقاء.. وهي التسجيل الجزائر.. ومنهم من التسجيل في الحضري... ورغم ذلك جاءت وسنحت لهم فرص كان يمكن أن تترجم إلي أهداف لولا براعة عصام الحضري الذي منع هدفين أكيدين.. هذا يحتاج لاعادة نظر في أسلوب الدفاع المصري وسد الثغرات الموجودة خاصة وان أسلوب لعب الأخضر الجزائري ستختلف تماماً.. لأنه لا يريد أن يدافع كما فعل في مصر.. بل يريد أن يفوز وسوف تشكل هجماته المرتدة والجانبية خطورة كبيرة علي مرمانا. فلديه جناحان يتحركان وينطلقان بسرعة كبيرة وتمريراتهما العرضية خطيرة خاصة في الهجوم المرتد. علاوة علي ان التحفظ الدفاعي لديهم سيكون أقل علي أمل التسجيل المبكر لهدف ثم الحفاظ عليه. هذا يعني أن فريق الجزائر سيختلف في السودان الأرض المحايدة عنه في مصر صاحبة الأرض والجمهور.
* ومنتخبنا لابد أن يحذر تماماً من الاستفزازات المتوقعة منه.. لان لاعبي الجزائر الآن في منتهي التحضر الذي يوازي الإخفاق في القاهرة وضياع الحلم في الوقت بدل الضائع من المباراة.
فما أصعبه إحساس.. بعد الشعور بالوصول إلي كأس العالم.. ثم الخروج من الجنة!!
لذلك أتوقع خشونة في الملعب. صعوبة في الأداء. تكدس في الدفاع. احتكاكات مقصودة وغير مقصودة.. وكل الخوف أن ينساق لاعبونا خلفهم ويبادلونهم الأسلوب.. لاننا الآن الأعلي فنياً ونفسياً. ولابد أن نستغل تلك الميزة لنتفوق بها عليهم.. ونركب قطار السوبر حتي نصل إلي جنوب افريقيا.
أما الكابتن حسن شحاتة فمن المؤكد أنه سيدرب اللاعبين علي ضربات الترجيح تحسباً للوصول إلي نقطة النهاية بالتعادل المتكامل.. في هذه اللحظة ستكون ضربات الترجيح هي الفيصل. وإن كنت أتمني عدم الوصول لها.. وأن ينهي منتخبنا المباراة بهدوء واتزان. وأن يسجل ثم يحافظ علي تقدمه!!
احذروا عبارة الشؤم
* النداء الذي أوجهه للمسئولين في مصر.. أسألهم الرحمة من أجل التركيز.. لان ما يحدث الآن من "هوجة" إعلامية. واحتفالات قبل الهنا بسنة.. شيء مرعب وإحساس مخيف عكس لدي الجماهير اننا صعدنا بالفعل لكأس العالم.. وهذا خطأ.. لأن الفوز وارد.. والخسارة واردة أيضاً في السودان فلا شيء مضمون في كرة القدم.
لقد خشينا علي منتخب مصر أمام الجزائر من تكرار طوبة زيمبابوي من قبل.. والحمد لله تخطينا الأزمة ومرت علي خير.. الآن أخشي علي منتخب مصر الثقة الزائدة وعلي الجماهير من الفرحة الغامرة مثلما حدث في عبارة الشؤم إلي تونس من قبل وذهب المدربون المصريون وعقدوا "سميتار" كروي أنهي مشوار الفريق.. لذلك أخشي من "هوجة" السفر والطائرات وسفر مجلس الشعب ومجلس الهموم ومجلس المحافظات ومجلس الجماهير ومجلس الوزراء.. ثم في النهاية نسقط في أم درمان ونعلق المشانق في القاهرة!!